
مشاركة:
قلبت حرب تموز الاسرائيلية الاخيرة على حزب الله المفاهيم مجدداً لدى جيش الاحتلال الاسرائيلي. فبعد ان كسرت نظرية الاعتماد على التفوق الجوي،
علت اصوات في قيادة المؤسسة العسكرية تطالب بتغيير استرتيجي مهم يضع سلاح البر في المقدمة، ويعطيه الاولوية على حساب سلاح الجو على مستوى التفوق في الحسم الميداني.
فلم تبدد المناورات والتدريبات التي اجراها جيش الاحتلال لوحداته منذ انتهاء حرب تموز هواجس قادته من تكرار اخفاقات تموز، حيث حذر جنرالات في الاحتياط من تكرار الاخفاقات اذا لم تجر تغييرات على مستوى المفاهيم. وانذروا من ان الترتيبات التي كان يجب احداثها في المنظومة البرية لم تحصل بعد، وان هذا الامر ربما يؤدي الى حصول شرخ في الثقة التي اعطيت للجيش مجدداً بعد الشروع في اعادة ترميم قوته وكفاءته العسكرية.
عدد من الجنرالات الذين شاركوا في مؤتمر عقد في منطقة ‘اللترون’ قرب القدس المحتلة تحت شعار المناورة البرية في بداية القرن الحادي والعشرين، وجهوا انتقادات قاسية حيال جهوزية الجيش ومنظومته البرية على وجه الخصوص للحرب المقبلة.
القائد السابق للفيلق الشمالي الجنرال في الاحتياط عبري سوكينك اوضح ان الجيش الاسرائيلي يحتاج الى قدرة على المناورة لحسم الحرب، داعياً الى اجراء تغيير معمق في الاستراتيجية الاسرائيلية المتبعة بالاعتماد على سلاح الجو، معتبراً ان قدرة المناورة البرية يجب ان تكون ذات قوة نارية قادرة على الوصول الى الانجاز المطلوب بشكل مستقل دون الاعتماد بشكل متطرف على مخزون سلاح الجو من القنابل، مشيراً الى وجود فجوة بين طموح الجيش الاسرائيلي وبين ادائه. وقد لاقاه في ذلك نائب قائد المنطقة الشمالية في حرب لبنان الثانية الجنرال في الاحتياط ايال بن رؤوفن حين طالب بالوصول الى وضع يكون فيه لدى قادة الالوية والفرق نيران فعالة ليتمكنوا من العمل بحرية لان الحروب المستقبلية ستحسم عبر التفوق البري، واعتبر بن رؤوفن ان الدمج بين سلاح الجو وبين القوات البرية يعد خطأ خطيراً، موضحاً انه في حال نشأ وضع في الحرب المقبلة يحتاج فيه قائد فرقة عسكرية الى طائرة مقاتلة من اجل تنفيذ مهمته فإن هذا سيكون وضعاً سيئاً جداً، مضيفاً انه يجب ان تكون لدى القوات البرية المقدرة على المناورة بشكل مستقل على مدى ما بين ثلاثة الى اربعين كيلومتراً دون انتظار مساعدة سلاح الجو.