اعتداء على أضرحة ونصب لشهداء الشيوعي في كفررمان

مشاركة:

عكرت أجواء التنوع والتعددية الحزبية التي تمتاز بها بلدة كفررمان في قضاء النبطية أمس حادثة هي الأولى من نوعها، لكونها أتت من خارج قاموسها الحضاري والمنفتح، حيث أقدم مجهولون عشية تحضير منظمة الحزب الشيوعي اللبناني، وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية فيها، للاحتفال بذكرى انطلاقة الجبهة المذكورة، من خلال إقامة نصب للشهداء في الحي الشرقي ومسيرة شموع تجوب شارعها الرئيسي مساءً، على صدم النصب المذكور بإحدى السيارات وإحداث أضرار فيه، وتشويه صور الشهداء الذين استعيدت رفاتهم في ٣١ كانون الثاني عام ٢٠٠٤ على أضرحتهم في جبانة البلدة.
وتعليقاً على هذه الحادثة أوضح مسؤول منظمة الحزب الشيوعي في منطقة النبطية الدكتور علي الحاج علي أن معظم الأجهزة الأمنية الرسمية واصلت طيلة نهار الاثنين الاتصال بنا لحثنا على عدم إقامة النصب بذريعة أنه يحتاج إلى ترخيص من وزارة الداخلية تارة، وطوراً من محافظ النبطية، وكان جوابنا للمتصلين أن المجسم الذي أعددناه هو كناية عن حمامة سلام مصنوعة من الحديد تتوسطها دائرة الشمس وتحتها مطرقة الحزب، وفي أسفلها كلام يقول: »تحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار، منظمة الحزب الشيوعي في كفررمان«، وأعلمنا هذه الجهات أننا تقدمنا بعلم وخبر إلى بلدية كفررمان وحصلنا منها على الموافقة، فقيل لنا إن الأمر يحتاج إلى موافقة محافظ النبطية، فسألنا عن عشرات المجسمات والأعلام التي ترتفع في مختلف شوارع وطرقات كفررمان والمنطقة، ولم تحصل الجهات التي وراءها حتى على ترخيص البلدية، فلماذا نحن بالذات نعامل وكأننا غرباء عن البلدة التي لنا فيها نحو ٣٦ شهيداً سقطوا في مقاومة العدو الإسرائيلي، وعدد منهم في الحي الشرقي؟.
وبعد تركيب النصب بموافقة المدعي العام، بقي ليلاً بحراسة عدد من عناصر الحزب، وبعيد الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس الثلاثاء عبرت سيارتان إحداهما مدنية وأخرى تحمل لوحة الجمارك اللبنانية ورقمها ٧٠٠١٦٩ وخلفهما صهريج محروقات برتقالي اللون في محاذاة النصب؛ حيث تابعت السيارتان سيرهما، بينما صدمت سيارة الصهريج من الخلف النصب ثلاث مرات متتالية في محاولة لتحطيمه، غير أن شبابنا تنبهوا لصاحب السيارة وصرخوا عليه وطاردوه، فما كان منه إلا أن هرب باتجاه »سهل المئذنة«، عندها لحقوا به في محاولة لإيقافه والتعرف عليه لكنه حاول صدم سيارتهم، وفي هذه الأثناء فوجئوا بسيارة الجمارك تقطع عليهم الطريق، وتحول بينهم وبين سيارة الصهريج وقد نزل منها مسلحون طلبوا من شبابنا العودة من حيث أتوا والتوقف عن ملاحقة سيارة الصهريج، فما كان منهم إلا أن انصاعوا للأمر.
وعملت منظمة الحزب الشيوعي في البلدة صباح أمس على ترميم النصب وإعادته إلى موقعه.
واعتبرت منظمة الحزب في بيان لها أمس أن الاعتداء على نصب شهداء المقاومة وأضرحة شهداء الحزب الشيوعي في كفررمان هو اعتداء مدبر ومخطط له عن سابق إصرار وتصميم، واتهمت عملاء إسرائيل بارتكاب هذه الجريمة بحق شهداء المقاومة والحزب الشيوعي وأهلنا في كفررمان، من خلال الاعتداء على مجسم هو جزء من الإعلام والثقافة المناوئين للعدو، ومن نكل بأضرحة الشهداء هو عميل إسرائيلي ومن الموساد الإسرائيلي، لأن من تأذى من مقاومة هؤلا الشهداء وبطولاتهم هي إسرائيل، التي اعتقلت رفاتهم أكثر من ١٧ عاماً.
وتلقت منظمة الحزب في كفررمان سلسلة اتصالات من عدد من القوى الحزبية والسياسية والاجتماعية تعلن استنكارها وشجبها للاعتداء على رموز المقاومة في كفررمان.
ووضعت المنظمة هذه الحادثة بعهدة وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، وناشدته العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لكشف الفاعلين في أسرع وقت.
أما الأضرحة المشوهة فهي تعود للشهداء: محمد حسن قانصو، علي جميل سلامة، علي فارس سليمان وفؤاد محمد سلامة.