
مشاركة:
يقف البيان الوزاري متجمداً في ثلاجة الشباطيين بسبب عدم موافقتهم على إدراج كلمة المقاومة في بنوده!!
البارحة.. كان أقطاب فريق الموالاة يتسابقون إلى باحة مدرج مطار رفيق الحريري للترحيب بما أنجزته المقاومة الباسلة..
البارحة كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يقف إلى يسار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وإلى يسار الرئيس نبيه بري من أجل التبرّك بملامسة أيدي الأبطال العائدين بشموخٍ إلى أرض الوطن بعد أسرهم على يد العدو الصهيوني. علّه يكتسب قليلاً من الشرف والكرامة والعزة بتلك الملامسة.
البارحة.. هدأت الأمور وتأمل الناس خيراً بذلك العرس الوطني الكبير الذي لم يحصل أبداً يتاريخ لبنان والعالم العربي عندما اجتمع اللبنانيون بجميع فئاتهم السياسية والدينية تحت قبة المقاومة التي أثبتت بهذا الإجتماع أحقيتها بما تقوم به أمام أعين العالم أجمع والتي وزّعت الدروس في العطاء والكرامة والحرية الحقيقية.
البارحة.. كان الجميع يبتسم أمام الكاميرات – أو يتظاهر بالإبتسام – وانتفت مقولة المغامرة العسكرية التي شاء البعض أن يكرّسها كثقافةٍ معتمدة – تقليداً لأنظمتهم الإنبطاحية – وترسّخت ثقافة الحياة الحقيقية بمبدأ الإيثار .
شو عدا ما بدا يا فؤاد..؟ حتى تنقلب أنت وحلفاؤك الباقون وأصدقاؤك المتزلّفون. على مهرجان الحوار – اللبناني بامتياز – الذي حصل في مطار (ولي نعمتك) الرئيس رفيق الحريري. هذا الحوار الذي اشترك فيه – بشكل عفوي – جميع أطياف الشعب اللبناني الذين حضروا من أجل إقرار استراتيجية الدفاع وشرعية سلاح المقاومة البطلة التي أنجزت – بعد تضحياتها الغالية – أكبر الإنتصارات على أشكالها المتعددة.
لمن المستغرب جداً أن يتم الوقوف عند إعداد البيان الوزاري لأجل كلمة (المقاومة). حتى ليشعر المراقب وكأن هذا البيان يُصاغ من أجل حماية العدو الصهيوني وليس لبنان. وبأن عدم تضمين كلمة المقاومة فيه هو بمثابة عملية ترضية للعدو بعد هزائمه المتعددة على أيدي المقاومين الأبطال وبعدما اعتدى على أراضينا بالقتل والتدمير والتشريد.
ولأجل كلمة المقاومة في البيان الوزاري. تقوم الدنيا ولا تقعد في الشمال وتدخل الطوابير بسحر ساحرٍ لتدق إسفين الفتنة المذهبية بين أبناء المنطقة الواحدة. ويُحشر سلاح المقاومة – بافتراء – في هذا النزاع المفتعل من قبل بعض نواب الموالاة ممّن لمّحوا بأن لا انتخابات نيابية مادام السلاح بيد المقاومة مع العلم أن وصولهم إلى النيابة كان بفضل التحالف الرباعي المتضمن حزب الله بسلاحه وعتاده .
ولأجل كلمة المقاومة في البيان الوزاري. تعود السفارات الغربية ونشطائها إلى التدخل السافر في الشؤون اللبنانية. بالإيعاز إلى حلفائها المعتدلين من أجل التشبث بعدم الموافقة على إدراج شرعية المقاومة في البيان ولو بكلمة واحدة. لا بل تتجرّأ على أبطالنا وتصفهم بالقتلة وبلادها مازالت تبث السموم وتخترع الحروب أينما وُجد مناهضوها في العالم. وكل ذلك على مرأى ومسمع من أعين وآذان الموالاة دون التلفّظ بأي ردّ من قبل من استقبل هؤلاء الأبطال الأشاوس بعد عودتهم إلى أرض الوطن.
ولأجل كلمة المقاومة في البيان الوزاري. يُضحّى بوطنٍ وباستراتيجية وطن. فيفتح أمراء العهد الحكومي السابق اللاشرعي المشؤوم أبواقهم ويبدأون بكيل الإتهامات ضد المقاومة وتشويه سمعتها. من أجل وهم إكمال مشروعهم الفتنوي الخائب والفاشل بعد تخلّي حلفائهم الدوليين عنهم من أجل مصالحهم في المنطقة.
المشكلة بهؤلاء الذين يعترضون على إدراج كلمة المقاومة في البيان الوزاري. أنهم لا يعرفون المعنى الحقيقي لتلك الكلمة السامية لأنهم جاؤوا إلى مواقعهم بعد التزلف والإنبطاح والتسكع على أبواب السفارات التي أدرجت أسماءهم وضغطت على زعمائهم لوضعهم على اللوائح الإنتخابية التي فازت بشراء الأصوات بالمال السياسي المدفوع أصلاً لمحاربة المقاومة.. وهؤلاء لا يمكن أن يكون لديهم هدف أو مبدأ أو عقيدة. بل من السهل جداً أن يتم شراء ذممهم وتغيير سياساتهم حسبما تقتضيه حاجاتهم الشخصية الضيقة.
المقاومة.. ليست مجرّد كلمة عابرة يمكن أو لا يمكن أن تُدرج في بيانٍ مكتوب بحبر رخيص. بل المقاومة تجربة عقيدية راسخة في أذهان ودماء المقاومين الأبطال وشعب المقاومة المخلص الشريف الذي لم ولن يتنازل عن دعم مقاومته الباسلة. والمقاومة تترسّخ بإنجازاتها الوطنية وانتصاراتها وأهدافها الشريفة.
ليست الكلمة هي الهدف. بل الهدف هو المقاومة وسلاحها. وأعداء المقاومة والحاقدين عليها لن يهدأوا طالما أن المقاومة ناجحة.