مشاركة:
سلمت المقاومة الإسلامية اليوم رفات مئة وسبعة وخمسين شهيداً من تسع جنسيات عربية وشهيدا من الجنسية النيجيرية إلى فصائل وحركات وأحزاب المقاومة اللبنانية والفلسطينية،
في حين بقيت اثنتان وثلاثون رفات تنتظر اكتمال الفحوصات وصدور نتائج فحص الحمض النووي للبت في هوياتها من بينها مجموعة الشهيدة دلال المغربي.
هنا تتزاحم الأوصاف. الشهادة والإنتصار، والوحدة والمقاومة، كلها حضرت داخل مجمع شاهد التربوي على طريق المطار ساعة تسليم حزب الله أجساد الشهداء لأحزاب وفصائل المقاومة التي كان لها شرف انتماء الشهداء إليها.
الجمع هنا تفاخر بعدد شهدائه، الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين تباهت بشهدائها الإثنين وأربعين، تلاها الجبهة الشعبية باثنين وثلاثين، فردّت حركة الجهاد الإسلامي بأن شهدائها الثمانية هم من جنسيات عربية مختلفة من فلسطين وسوريا والعراق وتونس، حتى الحزب السوري القومي الإجتماعي لم يخرج من المباهاة لأن من بين شهدائه الأربعة الإستشهادية البطلة سناء محيدلي.
على أن المشهد الذي وقف أمامه الجميع إجلالاً، كان اشتراك عشر جنسيات عربية وإسلامية في شرف لف نعوش الشهداء بعلم بلادها.
إحدى وتسعون شهيداً من فلسطين، سبعة وثلاثون من سوريا، أربعة وعشرون من لبنان، ثمانية من تونس، ثلاثة من ليبيا، شهيدان من الأردن، وشهيد واحد لكل من العراق والكويت والمغرب ونيجيريا. مئة وسبعة وخمسون شهيداً جسدوا بأجسادهم معاً وحدة عربية تاريخية تسبب الكثير من أحياء هذا الزمان بإضعافها داخل الأروقة المخملية.
واحد وعشرون شهيدا فلسطينيا نقلت رفاتهم الى مقبرة الشهداء في شاتيلا حيث اقيم لهم تشييع مهيب تخللته مواقف اكدت على الوحدة الفلسطينية والسلوك مسلك حزب الله في تحرير الاسرى الفلسطينيين في شجون الاحتلال.
واحد وعشرون شهيدا فلسطينيا ينتمون لاربع منظمات تنضوي في منظمة التحرير والتحالف الفلسطيني احتضنهم تراب بيروت في مقبرة الشهداء على اطراف مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين.
ومنذ الصباح حضر الى المكان ذوو الشهداء للقاء اب او ابن او اخ او رفيق قضى منذ اكثر من عشرين عاما خلال عمليات بطولية ضد الاحتلال قبل ان يقع جثمانه في الاسر ويحرر لاحقا في عملية الرضوان على يد المقاومة الاسلامية.
الشهداء توزعوا على منظمة فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية والقيادة العامة وجرى نقلهم من مدرسة شاهد في سيارات اسعاف قبل او يشيعوا بمسيرة رمزية سلكت طريق المطار وصولا الى مقبرة الشهداء حيث انطلقت مراسم الدفن. الكلمات التي القيت في المناسبة لحزب الله ومنظمة التحرير والتحالف الفلسطيني اكدت على الوحدة الفلسطينية والعمل لاطلاق سراح الاف الفلسطينيين في سجون الاحتلال .
وقد وزعت رفات الشهداء الواحد والعشرين على ستة اضرحة بحسب المجموعات التي كانوا فيها قبل استشهادهم وخصص لهم مكان خارج حدود المقبرة سيصار الى بناء نصب تذكاري فيه.
أمين سر فصائل المقاومة في الشمال وعضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين أركان بدر ‘أبو لؤي’، أكد في تصريح اليوم، أن ‘الشعب الفلسطيني في الشمال يستقبل رفات شهداء الثورة الفلسطينية بشعور عارم من الفخر والاعتزاز، لما قدمه مناضلو الثورة من تضحيات جسيمة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، واستهدافه في مستوطناته الشمالية ومواقعه العسكرية في الجنوب اللبناني والبقاع الغربي’.
ولفت بدر إلى ان ‘فصائل المقاومة وهي تودع رفات شهدائها في الشمال، وعددهم تسعة، فانها تتوجه بأحر التهاني والتبريك للشعب اللبناني ومقاومته وامينها العام السيد حسن نصر الله على هذا الانجاز الكبير، مؤكدة ضرورة استمرار المقاومة في لبنان وفلسطين حتى تحقيق اهدافها في دحر الاحتلال الاسرائيلي الكامل من كافة الاراضي الفلسطنية واللبنانية والعربية، واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم تطبيقا للقرارات الدولية’.
الحزب السوري القومي الاجتماعي استعاد رفات ستة من شهدائه بينهم عروس الجنوب الشّهيدة سناء محيدلي.
ووقف الحزب القومي قيادة وعناصر في مهابة لاستقبال عروس الجنوب سناء محيدلي وأربعة من رفقاء المقاومة والشّهادة.رفعت أكف تحيّة لهم وأكفّ أخرى حملتهم،وان كان العزّ والفخار سيّد المشاعر في تلك اللحظات الا أنّ البعض لم يستطع حبس الدمعة في عينيه.
الاستقبال الوداعي التكريمي الذي أقامه الحزب في مركزه في الرّوشة شارك فيه الى قيادة الحزب وبعض الرّفقاء وفد من حركة النّاصريين المستقلّين المرابطون.
وفي البقاع شيعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد عاصم بدر موسى في بلدة بر الياس والشهيد محمد حسين يوسف ، وشارك في التشييع عضو المكتب السياسي للجبهة على فيصل وقيادات فلسطينية وممثلين عن الأحزاب اللبنانية اضافة الى حشد جماهيري من أهالي المنطقة، موكب التشييع انتهى الى جبانة بر الياس حيث القى فيصل كلمة أكد فيها ان دماء الشهداء اثمرت نصرا مؤزرا باندحار الاحتلال الاسرائيلي عن معظم الأراضي اللبنانية، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لن ينسى تضحيات الشعب اللبناني من أجل قضيته.
والشهيدان هما عاصم بدر موسى من بلدة بر الياس (في البقاع الاوسط) مواليد 1973 إستشهد في بلدة برعشيت (في جنوب لبنان) عام 1993 وقد صلي على جثمانه في الرابعة والنصف عصرا في البلدة قبل أن يوارى الثرى.
أما الشهيد الثاني فهو محمد حسين يوسف من مواليد 1973 من بلدة مجدل عنجر (في البقاع الاوسط) استشهد في عملية كونين (قرب بنت جبيل في جنوب لبنان) عام 1995 وقد صلي على جثمانه في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم ثم ووري الثرى.
وفي مخيم برج البراجنة شيعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة فتح المجلس الثوري، الشهيدين عماد محمد شحيبر و نسيم حسين بيرقجي. موكب التشيع شارك فيه عدد من مسؤولي الفصائل الفلسطينية وحشد كبير من أهالي المخيم الذين رددوا شعارات التأييد لخيار المقاومة كسبيل لاستعادة الحقوق الفلسطينية، وأختتم التشييع بالصلاة على جثماني الشهيدين قبل موارتهما في ثرى جبانة المخيم.
وفي مخيم البداوي جرى بعد ظهر اليوم تشييع رفاة اربعة شهداء من الذين تمت استعادتهم، وهم فوزي شحادة البدري من جبهة النضال. فرج طليان ومحمد حسن قاسم من المجلس الثوري واحمد قاسم العاص الجهاد الاسلامي. وفي مخيم نهر البارد شيعت رفاة 3 شهداء آخرين هم محمد ابو ناصر ومحمد كريم من الجهاد الاسلامي وفوزي ربيع من الجبهة الشعبية.