تراب عيناتا ومارون الرّاس وميس الجبل يحتضن شهداءه

مشاركة:

كانت بلدة مارون الرّاس، أوّل من أمس، على موعدٍ مع شهيدَي الوعد الصادق: موسى فارس وحسن كرنيب.

موسى وحسن، اللذان تأخّرا سنتين قبل الوصول إلى المكان الذي قاتلا فيه العدوّ الإسرائيلي، حظيا بالتشييع الذي يليق بالشهداء، حيث تجمّع مئات المواطنين من القرى والبلدات المجاورة، يتقدّمهم النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله، عند مدخل البلدة.

انطلق النعشان في مسيرهما الأخير، العاشرة والنصف صباحاً، محمولَين على الأكتاف باتّجاه مسجد البلدة. وخلال المسير، توقّف المشيّعون بضع لحظاتٍ في المكان الذي استشهد فيه موسى فارس، حيث كانت أم الشهيد بانتظار ولدها، قبل أن يستقرّ الموكب في المسجد لأداء الصلاة الأخيرة.

بعد الصلاة، ألقى فضل الله كلمة، أكّد فيها «أنّ المقاومة جاهزة لأن تُلحق بالعدو هزيمة أخرى، إذا راوده التفكير في الاعتداء علينا من جديد». كذلك توجّه فضل الله إلى «البعض» في لبنان الذين يتجاهلون دور المقاومة، مشيراً إلى «أنّ هذه المقاومة التي لا ترغبون بسماع اسمها هي التي حمت الدولة ولبنان». بعد كلمة فضل الله، وُوري الشهيدان في الثرى في جبّانة البلدة.

وفي بلدة ميس الجبل، استعدّ الجميع لاستقبال الشهيد علي الوزواز الذي شُيّع في مأتم حاشد تقدّمه مسؤول الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق والنائبان محمد حيدر وقاسم هاشم ورئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان.

على وقع الأناشيد وزغاريد النسوة، أدّى الرفاق المقاومون التحية للشهيد، وأقسموا اليمين أمام نعشه في الاستمرار بعمل المقاومة.

بدوره، رأى قاووق أن «المقاومة في لبنان قدّمت نصراً حاسماً لكلّ اللبنانيين، مؤكدة مجدّداً هوية لبنان وموقعه بعيداً عن الساحة الأميركية والانقسام».

كذلك بارك والد الشهيد الوزواز للمقاومة إنجازها الكبير. أمّا بلدة عيناتا، التي خسرت في حرب تموز 45 شهيداً، من بينهم 14 شهيداً مقاوماً، فقد كانت، أوّل من أمس، على موعدٍ مع ثلاثة وهم: موسى خنافر، زيد حيدر ومروان سمحات.

وانطلق موكب التشييع من منطقة صفّ الهوا في بنت جبيل واتّجه نحو «روضة شهداء الوعد الصادق» في البلدة، بمواكبة المقاومين الذين أدّوا قسم اليمين للشهداء على وقع قرع الطبول والمفرقعات النارية. وحضر التشييع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، والنائبان: علي بزي وحسن فضل الله، والشيخ عبد الكريم عبيد وعدد من رجال الدين.

وخلال التشييع، ألقى رعد كلمة أكّد فيها «أنّ عملية التبادل أثبتت أن من يخجل من بناء قوة المقاومة للتصدي للعدو لا يستطيع وليس مؤهلاً لأن يصنع استقراراً في لبنان، فالمقاومة وحدها هي القوة الاستراتيجية للبنان وشعبه، وهي الرهان على حفظ السيادة والدفاع عن الأرض».