
مشاركة:
سماحة السيد، شكرا لك. لقد وعدت ووفيت.
شكرا للمقاومين، الأحياء والشهداء والجرحى والأسرى.
شكرا لجمهور المقاومة، المقاوم الكبير من الجنوب الى عكار، والبقاع فبيروت نوارة العروبة.
بين العام ١٩٨٢ والعام ،٢٠٠٠ كنا نشعر مع كل عملية للمقاومة بكل فصائلها اننا بخير، وان لبنان بخير وان الامة العربية بخير.
بعد التحرير عام ،٢٠٠٠ تجاوزنا مرحلة اننا بخير، صار رأسنا مرفوعا، وجبيننا عالياٍ، وروحنا سعيدة وهانئة. شعرنا اننا محميون ومطمئنون ببندقية المقاومة.
بين العام ٢٠٠٠ وآب العام ،٢٠٠٦ بتنا نشعر اننا اقوى من اسرائيل، وأننا كبار، وان فلسطين صارت اقرب الينا مما هي قريبة، لأن تجربة المقاومة اللبنانية انتقلت الى فلسطين وشعبها فصرنا نشعر بأمل اكبر.
شكرا كبيرة وصادقة سماحة السيد. لقد وعدت ووفيت، وعدت وانتصرت، عاد الاسرى والشهداء، فكبر البلد الصغير وغطى اسمه وطيفه العالم، وأحيا انتصار المقاومة كل مشاعر العز التي ماتت في بعض العرب.
شكرا لكل مواطن تحمل ٣٣ يوما من الموت والتدمير، وخرج من بين الانقاض ماردا منتفضا. كبرنا اكثر بالمقاومين، وصار حجمنا بحجم الكون، لذلك تكالب الكون علينا وعلى المقاومة، فكبرنا اكثر بعد إنفاذ الوعد الصادق بتحرير الاسرى و جثامين الشهداء.
تناسانا العالم اكثر من ربع قرن، وسكت على استباحة دمنا وارضنا وكرامتنا، لكنك سماحة السيد أحييت ذاكرة العالم، بأن لنا حقا نريده ونأخذه، بالدم الطاهر ومن خلف القضبان، احييت ذاكرة بعض العرب على شهدائهم الكبار المنسيين، بل احييت ذاكرتهم على قضيتهم.
شكرا لك سماحة السيد، على حسن الدراية والادارة، وعلى قوة الارادة، شكرا للحاج رضوان ورفاقه المجهولين المحفورين بلا وجوه في قلوبنا وذاكرتنا، فلا نرى منهم الا ملامح العزّ والفخار، ولا نلمح منهم الا اطيافا تحمينا وتسكن ارواحنا.
اليوم اكتمل نصر تموز، بعودة سمير وخضر وماهر وحسين ومحمد احياء، وعودة جثامين شهداء الوعد الصادق في تموز. توسع النصر الى فلسطين بعودة دلال ورفاقها شهداء، وسيمتد غدا من المشرق العربي الى مغربه، بعودة جثامين الشهداء المعتّقين بنسمات فلسطين وروحها.
شكرا سماحة السيد، أعدت الينا الحق ولا نستطيع أن نوفّيك حقك. اعدت الينا شرفا نستحقه بعدما سرقه لصوص الهيكل سنوات بضعفهم وسكونهم وانكسار ارواحهم، وكيف نوفي الشهداء حقهم علينا وقد قضوا لأجلنا ولاجل اولادنا، ولأجل مستقبل افضل للوطن، ولتسجيل تاريخ مشرق اكثر لهذا الوطن الصغير؟
اليك سماحة السيد، نصر سمير ورفاقه على ارض فلسطين، وشكر اهل فلسطين، وإليك شكر جمهور المقاومة، وقد ارجعت لهم عنفوانهم المفقود.
والاسرى المنتظرون في فلسطين، يشكرونك سماحة السيد، على جهدك حتى لو ماطل العدو في اطلاقهم، وحتى لو لم يطلقهم، فكفى انك سعيت بينما سكت العرب، قاتلت باللحم الحي يوم انكفأ العرب، وسقط الشهداء بينما كان بعض العرب يهرب حتى من الموقف الداعم.
شكرا سماحة السيد، وقد اهانك البعض وحاول تحطيم قداسة قضيتك، فعذرا عنهم، ولو كانوا يدرون ما يفعلون، عذرا لأنهم وقد سقطوا في الفخ، سقطوا من التاريخ ومن صناعة المستقبل، لأن قضيتك اكبر منهم وهي بحجم التاريخ الذي كتبته وكتبه الحاج رضوان ورفاقه الشهداء العظام بدمهم الزاكي.
شكرا سماحة السيد، وقد اعدت لبنان الى خارطة العالم بلدا محترماً مقتدراً ولو كره الكارهون.