لم قمنا بحرب إن كنا سنستعيد جنديينا عبر عملية تبادل؟

مشاركة:

في  الوقت الذي تستعد فيه مختلف المناطق اللبنانية للاحتفال بتحرير أسراها من سجون الاحتلال الإسرائيلي واستقبالهم استقبال الإبطال، يبدو المشهد معاكسا داخل الأراضي المحتلة،

فإنّ الأجواء تتحول إلى حزينة وسوداوية حث يستقبل العدو الإسرائيلي جندييه الأسيرين لدى ‘حزب الله’ جثتين هامدتين بعد أن تمكن الحزب وعلى مدى أكثر من سنتين من ترك مصيرهما مجهولاً ومحيراً وبدت خيبة الأمل الإسرائيلية كبيرة بعد أن ‘خرقت المحرّمات’ التي كانت وضعتها لنفسها ووافقت حتى على إطلاق القنطار رغم كل ما كانت تقوله عن استحالة ذلك.

ردة الفعل الإسرائيلية كانت سريعة، حيث انتقد وزير خارجية العدو الإسرائيلي الأسبق سيلفان شالوم عملية الرضوان لتحرير الأسرى التي حصلت اليوم عبر إطلاق الأسير سمير القنطار والمقاومين الأربعة مقابل جثتين إسرائيليتين مرجحاً أنّ ‘هذه العملية ستجعلنا ندفع ثمناً باهظاً لإطلاق جلعاد شاليط الذي لا يزال حياً’.

 

ونقلت وسائل الإعلام الصهيونية عن شاولوم قوله أنّ هذه العملية فتحت ثغرة ليست ببسيطة متسائلاً لماذا قمنا بهذه الحرب إذا كنا سنلجأ في النهاية إلى عملية تبادل.

 وفيما طلب وزير الاتصالات الصهيوني من وسائل اعلام العدو عدم نقل الاحتفالات التي يقيمها حزب الله في لبنان، انتقد رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الصهيوني النائب تساحي هنيغبي من حزب ‘كاديما’ عملية الرضوان لتحرير الأسرى مع ‘حزب الله’ معتبراً أنها ‘كشفت  كسابقاتها  ضعف القيادة الإسرائيلية ومواطن الخلل لدى المجتمع الإسرائيلي’.

 

وقال هنيغبي إن ‘الصفقة تدل على أن إسرائيل عاجزة عن تحليل مصالحها الحقيقية برباطة جأش فيما يحق للطرف الآخر الاحتفال بصموده’.

 

ورأى هنيغبي أنه ‘كان يجدر بإسرائيل عزل السجناء اللبنانيين المشمولين في الصفقة عن العالم الخارجي كإجراء يقابل رفض حزب الله تسليم أي معلومات مسبقة حول مصير الجنديين المفقودين’.

 

من جهة أخرى، عبّر متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن خيبة الأمل الإسرائيلية بعد الإفراج عن الأسير سمير القنطار مقابل جثتين.

 

كما وأكد العضو في الكنيست الإسرائيلي طلان السنة أن قرار التبادل كان حكيما ومناسباً، ورأى أن القرار ‘يؤكد العبثية وقلة المسؤولية في خوض مغامرة عسكرية أدت للقتل والدمار من دون نتائج’.

 

كما اعتبر داني هاران، شقيق الشرطي الصهيوني الذي قتل أثناء تنفيذ سمير القنطار لعملية نهاريا أنه شعر ‘بالذل والهزيمة’ لدى رؤيته نعشي الجنديين الإسرائيليين الأسيرين. وتابع قائلا: ‘كان الأمر أخف وطأة إذا كان احد الأسيرين حيا، لكن عندما رأينا النعشين عرفنا كيف تم التلاعب بنا’.

 

كما ورأى عضو الكنيست الإسرائيلي ارييه الداد من ما يمسى حزب ‘الاتّحاد الوطني  – همفدال’ أنّه ‘بعد إعادة جثتي الجنديين تستطيع إسرائيل أن تحوّل هتاف النصر في لبنان إلى نواح وعويل’.

وقال الداد إنّ ‘مَن اختطف جنودًا أحياء ثم أعادهم جثثًا يستحقّ الموت’ على حد تعبيره.

أما النائب طلب الصانع فاعتبر صفقة التبادل بأنها ‘القرار الصائب’. وقال النائب طلب أن’ خوض حرب لبنان الثانية كان خطوة عديمة المسؤولية’.