لغة الحديد والنار المذهبية على الألسن مجدداً وحزب الله يحذر من نتائجها

مشاركة:

لغة الحديد والنار المذهبية البغيضة وجدت مجددا على لسان بعض اللامدركين لمحذوراتها مكانا، في زمن يفترض فيه مضاعفة الحذر

فمتى هاجم احد الرئيس سعد الحريري كزعيم للسنة في لبنان؟ ومتى جرح احد كرامة الطائفة السنية في كل ما حصل خلال الايام السابقة من ادراج للحقائق ودعوة لاحقاق الحق والعدالة والمحاسبة؟ بل ان حزب الله والمعارضة ورغم كل هذا التحريض بقوا ملتزمين ضوابط الوطن والمصلحة الوطنية وداعين الى الهدوء والعقلانية في استخدام المفردات وانتقائها.

 

المطالب السياسية والقضائية كانت واضحة ولم يفتح احد من المعارضة النار ولن يفتح بشكل طائفي ولا بعنوان مذهبي لكن البعض كان في رده مختلقا لعدو للطائفة في سبيل تجييش طائفته غير مدرك ان هذا الوطن لا يتحمل خاصة في هذه المرحلة اي خطاب من هذا النوع بل لا بد ان يكون الخطاب وطنيا ضد اعداء الوطن.

 

 فعندما خرج النائب محمد كبارة او النائب السابق مصطفى علوش وغيرهما للحديث بشكل مذهبي فاضح اصبح لزاما على رئيس الحكومة الذي يتزعم التيار المنتميان له ان يوقفهما عند حدهما بل ويحاسبهما على اللعب بالنار كما هو مطالَب من قبل ومن بعد بالمحاسبة في ملف فبركة شهود الزور.

 

هلموا الى "الدفاع عن كرامة الطائفة السنية"! هذا هو عنوان المؤتمر الصحفي للنائب في كتلة المستقبل محمد كبارة في مضامين مستغربة اشد الاستغراب وتثير الاشمئزاز، و"سنهذّب من يتعرض لزعيم السنّة في لبنان"!! هذا هو العنوان الاخر.. وعلى المتابع الحكم لوحده على جملة مثل التالية:  "من يتعرض لزعيم السنة أو مقام رئاسة مجلس الوزراء بالتهديد سترد عليه الطائفة السنية بتهذيب لسانه، ولن يكون التهذيب بيدها"، وجملة ثانية: ندعو الرئيس الحريري داعيا الحريري إلى تبني هذا النهج علنا دفاعا عن الشرف الوطني وعن  كرامة الطائفة السنية..

 

التحريض المذهبي من قبل هؤلاء في المستقبل و14 اذار يخدم فتنة تراد عبر اسرائيل واميركا من كل ما حصل ويحصل في مواضيع المحكمة، في وقت لجأ هؤلاء الى التحريض ايضا في موضوع المحكمة، كمن يقول" الحقونا فالمحكمة في خطر والرئيس رفيق الحريري يتعرض لاغتيال اخر" في وقت من المعروف كيف ادخلت المحكمة الى كل قاموس في منزل جماهيرهم كثابتة مقدسة يشكل المساس بها مساسا بالشرف والكرامة حتى لو حركتها الشياطين.. فكبارة يقول "أعداء الحقيقة والعدالة، أي حزب إيران وملحقاته، أسقطوا الدولة اللبنانية تمهيدا لإسقاط المحكمة الدولية".. و"من يعتبر المحكمة عدوة له فهو عدو لنا"..

وكان عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش قد زعم في حديث له امس الاحد أن"حزب الله يمارس الفتنة بشكل مباشر ويدفع الناس إلى ردّود فعل ليستفيد منها هو "، ودعا علوش "اللبنانيين للدفاع عن الدولة بوجه حزب الله والمعارضة لأنها تخصهم جميعا ولا تخص أهل السنّة وتيار المستقبل فقط".

 

وقد زعمت الأمانة العامة ل"14 آذار" ان "لبنان يتعرض في هذه الأوقات لمحاولة انقلابية شرسة هدفها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء إلى ما قبل انتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005"، مضيفة ان "حزب الله كشف ذلك المشروع الانقلابي بنفسه إذ أعلن عن رفضه للوقائع والمعادلات السياسية والوطنية والشعبية وعزمه على تغييرها".

كما حذرت مما وصفته تمادي حزب الله في ارتهان الوضع اللبناني لاعتبارات خارجية لأنه يؤدي إلى خراب عميم.

 

 

حزب الله يلتزم ضوابط الرد ويحذر من الخطاب المذهبي

 

 وفي المقابل استمر حزب الله على اللغة المسؤولة وحذر من "تصاعد الخطاب المذهبي لفريق رئيس الحكومة"، معتبرا أن هذا الخطاب يشكل "تهديدا جوهريا لبنية النظام السياسي".

  

واعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ان الذي لا يعرف ماذا يريد والى أين يأمل ان يصل وكيف يمكن له ان يصل لتحقيق اهدافه، يتخبط خبط عشواء تجره رياح المصالح والاهواء والانفعالات كلما تحرك متحرك من حوله. واكد رعد في كلمة ألقاها خلال احتفال تأبيني ان "حزب الله" ملتزم باتفاق الطائف حرفا ونصا وبندا وروحا، "فتعالوا لنطبقه دون استنسابية ودون انتقائية".

 

وأكد رعد "ان مصلحة اللبنانيين، في ان نصل الى حقيقة من اغتال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري"، لافتا الى ان "هذه المسألة والمعادلة لا نقاش فيها على الاطلاق لدى اي احد من اللبنانيين. كفى ضحكا على الناس، وان نتذاكى ونحرض الناس ضد بعضها البعض. فمن قتل رفيق الحريري هو الذي يريد قتل المقاومة ويدرك ان السبيل لتحريض اللبنانيين ضد بعضهم هو في اغتيال هدف مثل رفيق الحريري".

 

 

وقد حذر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله ان تصعيد فريق رئيس الحكومة لخطابه المذهبي وتصنيف القوى السياسية مذهبيا واعتبار موقع رئاسة الحكومة موقعا مذهبيا خارج اطار مؤسسات الدولة وفوق الدستور والقانون بات يشكل تهديدا جوهريا لبنية النظام السياسي ودعوة مبطنة لاستبدال النظام البرلماني الديمقراطي الذي توافق عليه اللبنانيون بنظام الامارة.

ولفت فضل الله الى "ان الاصرار على اطلاق المواقف العدائية المذهبية من قبل تيار المستقبل وضع البلاد امام منزلق خطر سيكون من الصعب تدارك اثاره الكارثية. فاثارة النعرات المذهبية تضرب اسس الوحدة الوطنية والتعايش والسلم الاهلي."

واضاف "ان هذا الفريق وعلى رأسه رئيس الحكومة هم من يتحمل منذ الان المسؤولية الكاملة عما ياخذون اليه البلد وما ستؤول اليه الامور في لبنان."

وردا على سؤال حول اتهام حزب الله باجتياح مطار بيروت الدولي اعتبر فضل الله ان المعارضة احبطت محاولة لفريق 14 اذار لتكرار سيناريو 2005 من خلال منعه من الزج بالقضاء والقوى الامنية في معركته السياسية لتغطية ملف شهود الزور".

واضاف "على هذا الفريق ان يفهم ان المعادلة الداخلية تغيرت وانه لم يعد قادرا على فرض خياراته على اللبنانيين من خلال استخدام نفوذه السياسي في مؤسسات الدولة لتحقيق ماربه في لبنان لان المعارضة قررت القيام بكل الخطوات الضروية لحماية مؤسسات الدولة من تصرفات هذا الفريق الذي يعمل على تسخيرها لحساب مشروعه الخارجي."

 

  

وقال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية النائب علي فياض ان "ما نسمعه من تصريحات تحرف السجال السياسي القائم في البلد على اساس سياسي وقضائي الى خطاب طائفي ومفردات طائفية وقسمة طائفية بهدف تحريك المشاعر الطائفية دفاعا عن زعامة طائفية يدفع الوضع في البلاد الى ما لا تحمد عقباه"، مشيرا الى ان "استخدام المنطق المذهبي لن تساعدهم على التملص من مسؤولية حماية شهود الزور ولا إعاقة فتح ملفهم القضائي".

 

ودعا رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك محرّكيِ الفتنة إلى محاكمة من فبرك وصنع شهود الزورِ بدل اثارة الفتنة المذهبية واتهام من حرّر البلد بأنهم اعداء لبنان.

وخلال حفلٍ تابينيّ استغرب الشيخ يزبك أن يُتّهم بالانقلاب من يطالب بمحاكمة شهود الزورِ وان يكون القضاء غير مسيّس .

 مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله ابراهيم الموسوي أن قيام بعض رموزِ تيار المستقبل بشحنِ الاجواء مذهبياً  من خلالِ تصنيف المواقف السياسية على اساس مذهبيٍ هو امر خطير. كما دعا قيادة المستقبل للتعقل والمبادرة إلى اطفاء حديث الفتنة . 

وفي التعليقات الصادرة على الخطاب السياسي عبَّرَ الرئيس الاسبق للحكومة سليم الحص عن صدمتِهِ إزاءَ لغةِ التخاطبِ بين بعضِ السياسينَ والتي أخذت في الآونةِ الاخيرةِ تحفَلُ بفجورٍ مذهبيٍّ وطائفيّ.

وانتقد الحصُّ في بيانٍ له بعضَ رجالِ السياسةِ الذين لا يتورعونَ عن اثارةِ العصبياتِ الفئويةِ الرخيصةِ خدمةً لمآربَ سياسيةً آنيةً ولو على حسابِ المصلحةِ الوطنيةِ العليا، داعياً إياهم الى الترفعِ عن استخدامِ هذه اللغةِ المبتذَلَةِ في أي حالٍ من الاحوال.

واعتبر الحص أنَّ المشكلةَ في بلدِنا لم تكن يوماً مذهبيةً او طائفيةً الا في الحالاتِ التي يَشاءُ ذوو النوايا الخبيثةِ الايقاعَ بين فئاتِ الشعبِ والعياذُ بالله.

وفي تعليقٍ تهكميٍ على الواقعِ السياسيِ القائمِ في لبنانَ  قال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، إنَّ المطالبَ المعيشيةَ في لبنانَ تحققت بغالبيتِها الساحقة، فلا تقنينَ ولا إنقطاعَ في المياهِ والكهرباء، والزراعةُ مزدهرةٌ وتُصَدَّرُ الى الأسواقِ الخارجيةِ بكثافة، والدينُ العامُّ أطفئَ بالكاملِ ومنابعُ النِّفطِ ستفجَّرُ قريباً وتعود بالخيرِ على الجميع، والفِتَنُ المزعومةُ تُقتلُ في مهدها بسببِ فائضِ الخطابِ العقلاني، وختَمَ جنبلاط : فِعلاً إنَّ لبنانَ هو جنَّةُ الأرض. 

ويبدو ان ما شهدته مدينة طرابلس اليوم كان ترجمة للحقن المذهبي حيث سادت في المدينة حال من التوتر اثر قيام انصار تيار المستقبل باطلاق النار بكثافةٍ من اسلحةٍ رشاشةٍ لدى تنظيم اعتصام لاستقبال المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي امام منزله ما اثار حالاً من الخوف والهلع بين صفوف كثير من المواطنين.