
مشاركة:
قالت ابنة القس تيري جونز الذي هدد بحرق نسخ من المصحف الشريف بذكرى هجمات 11 أيلول التي تصادف اليوم- إن والدها فقد عقله وإنه بحاجة إلى المساعدة
وأضافت إيما الابنة المغتربة في ألمانيا في مقابلة مع صحيفة شبيغل أونلاين الألمانية أنها وجهت لأبيها -وهو راعي كنيسة صغيرة في ولاية فلوريدا- رسالة عبر البريد الإلكتروني تحثه على ترك خططه لحرق نسخ من القرآن، لكنه لم يرد على رسالتها.
وشرحت كيف كانت جماعة مسيحية قضى أبوها سنوات في بنائها في كولونيا بغرب ألمانيا ملتزمة بالإنجيل ثم تغيرت فيما بعد، وبعد أن تركت إيما الجماعة في عمر 17 عاما قالت إنها عادت في العام 2005 لتجدها قد تحولت إلى ما يشبه الطائفة.
وأوضحت أنها رأت أباها يفعل أشياء لا صلة لها بالإنجيل مطلقا، "لقد طلب الولاء الكامل له ولزوجته الثانية"، حيث توفيت والدة إيما وهي الزوجة الأولى لجونز عام 1996.
وقالت إنها رأت "أن ذلك كان ضلالا دينيا حقيقيا"، مشيرة إلى أن الجماعة طردت أباها في عام 2008 ليعود بعدها إلى الولايات المتحدة، وتمنت ابنة القس "أن يعود إلى صوابه".
ويذكر أن القس ستيفان ألباروهز -وهو الراعي الحالي للكنيسة التي أسسها جونز نفسه بمدينة كولونيا- قال قبل أيام إنه "مصدوم ومفاجأ" بموقف جونز، لكنه لا يتوقع له أن يرضخ للضغوط ويتراجع عن قراره.
وكانت كنيسة "دوف وورلد أوتريش سنتر" التي يرعاها جونز قد أعلنت أواخر يوليو/تموز الماضي على صفحتها في موقع فيسبوك عزمها تخصيص "يوم عالمي لحرق القرآن" -على حد قولها- يتزامن مع الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول التي تصادف اليوم السبت.
ولا يزال من غير المؤكد أن ينفذ جونز تهديده بإحراق نسخ من المصحف في أعقاب الغضب الدولي والدعوات الملحة من القادة الأميركيين، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن يتخلى عن خططه.
هذا واكد احد المقربين من القس تيري جونز امس الجمعة ان خطته لاحراق نسخ من القرآن الشريف اليوم السبت في ذكرى هجمات 11 ايلول لن تنفذ. وقال "كاي ايه بول" صديق القس جونز الذي يقود مجموعة مسيحية اصولية صغيرة تضم حوالى خمسين شخصا في غينسفيل "ساكون واضحا واؤكد مئة في المئة انه لن يتم احراق مصاحف غدا (السبت) عند الساعة 00.18 كما كان متوقعا".
وفي وقت لاحق، اعلن بول لوكالة فرانس برس ان جونز توجه الى نيويورك حيث ينوي لقاء الامام فيصل عبد الرؤوف الذي يقف وراء مشروع بناء مسجد في مكان قريب من موقع هجمات11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك.
وقال بول ان زعيم مجموعة "دوف وورلد أوتريتش سنتر" المسيحية المتشددة "لم يعد في غينسفيل". واوضح ان جونز "استقل الطائرة الى نيويورك ودفعت بنفسي ثمن بطاقة سفره وحجزت له غرفة هذا المساء في نيويورك".
وبعد ظهر امس الجمعة، صرح جونز الذي يريد اقناع الامام عبد الرؤوف بالتخلي عن بناء المسجد. انه لم يتلق اي اتصال منه لكنه "ما زال يأمل في لقائه". مؤكدا ثقته بان اللقاء سيعقد اليوم السبت. واكد جونز انه لا ينوي تنفيذ تهديده باحراق نسخ من القران الشريف وقال لشبكة ايه بي سي الاميركية "حاليا لا ننوي فعل ذلك".
وكان جونز اعلن الخميس انه تخلى عن دعوته، قبل ان يهدد مجددا بتنفيذها بسبب عدم الوفاء بوعد بنقل مكان تشييد مسجد قرب موقع مركز التجارة العالمي. لكن امام المسجد فيصل عبد الرؤوف سارع الى نفي اي اتفاق في هذا الشان، وأكد انه لم يتفق على عقد اي لقاء مع القس جونز في نيويورك.
وقال بول "نريد ان نعرف ما اذا كان موافقا على نقل موقع المسجد"، الا انه لم يوضح ما ينوي القس جونز فعله اذا لم يلتق الامام او اذا لم يوافق الامام على نقل مكان المسجد.
من جهة اخرى، تجمع حوالى الفي شخص مساء امس الجمعة قرب موقع هجمات الحادي عشر من ايلول 2001 في نيويورك "غراوند زيرو" للتعبير عن دعمهم لبناء مسجد في مكان قريب.
ودان المتظاهرون وهم يحملون شموعا، الذين يعترضون على بناء مركز ثقافي اسلامي قرب الموقع الذي كان يضم برجي مركز التجارة العالمي، معتبرين ان هؤلاء يشوهون صورة المسلمين وينتهكون الحقوق الاساسية الاميركية.
وقالت سوزان ليرنر مديرة منظمة الدفاع عن حقوق الانسان "كومون كوز" امام الحشد "نحن هنا معا لرفض الاحكام النمطية والمسبقة".
وسيتظاهر مؤيدو بناء المسجد قرب "غراوند زيرو" في نيويورك في الساعة 00.18 بتوقيت غرينتش قبل ان يبدأ معارضو المشروع تظاهرة في الساعة 00.19 تغ.