مشاركة:
كشفت صحيفة ‘لوموند ديبلوماتيك’ الشهرية الفرنسية عن وجود محطة تجسس إسرائيلية في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة للتنصت على المنطقة هي الأكبر والأضخم في العالم.
وفي عددها الصادر الشهر الحالي اشارت الصحيفة الى أن مهمة هذه المحطة التجسسية تتمثل في إعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات الإلكترونية الصادرة من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا كما انها تتمتع بقدرة هائلة في جمع المعلومات الإلكترونية ورصد إتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء.
وأوضحت الصحيفة أن بمقدور القاعدة السرية رصد مكالمات واختراف مراسلات عبر البريد الإلكتروني لدول وحكومات ومنظمات دولية وشركات أجنية وتنظيمات سياسية. وأضافت أن القاعدة تعمل بالأساس على رصد الإتصالات الإشارات بين السفن في البحر المتوسط اضافة الى التجسس على شبكة الإتصالات في أعماق البحر التي تربط الكيان الاسرائيلي بأوروبا. وأشارت إلى أن للقاعدة "مواقع تنصت سرية".
وأضافت الصحيفة ان المعلومات التي يتم رصدها في القاعدة تنقل الى مقر الوحدة 8200، الذي قالت الصحيفة إنه يقع في "مدينة هرتسليا". فيما قالت تقارير اخرى انه يقع بمحاذاة "هرتسليا" وعند مفرق "جليلوت" حيث مقر الموساد. وبعد "معالجة" المعلومات في مقر الوحدة تنقل الى جيش العدو والموساد .
وتقتبس الصحيفة أقوال مجندة خدمت في السابق في الوحدة 8200 وعملت على تحليل المعلومات الواردة من القاعدة السرية في النقب. وأوضحت أن مهمتها كانت متابعة اشارات هاتفية ومراسلات عبر البريد الإلكتروني باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكان عليها العثور على "الجواهر" (المعلومات المهمة). وأضاف معد التقرير أن القاعدة تقع في منطقة تماس بين القارتين اسيا وأفريقيا ما يمكنها من رصد اتصالات واشارات على نطاق واسع .
وذكر موقع صحيفة "هآرتس" الذي نشر التقرير نقلاً عن الصحيفة الفرنسية، أن للوحدة 8200 مقرات اخرى في انحاء الكيان الاسرائيلي، منها قاعدة الرصد والتجسس في الجولان المحتل، وتعتبر الوحدة المصدر الاساسي بكل ما يتعلق في جمع المعلومات الالكتروني، من خلال ما يعرف بالـ"سيغنات" و"إلينات" أي التنصت على المكالمات والمراسلات وحتى الإشارات الصادرة من رادارات دفاعية واختراق الإتصالات المشفرة وترجمتها الى معلومات، فيما تقع مسؤولية جمع المعلومات من مصادر بشرية أو ما يعرف بـ"يومينت" على الموساد (أو تسوميت في لغة الاستخبارات الاسرائيلية) والوحدة 504 في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان).
وحسب "هآرتس"، فإن من أشهر انجازات الوحدة 8200 رصد المكالمة بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك الأردني حسين بن طلال، في اليوم الأول من حرب حزيران 1967، الى جانب رصد مكالمة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العام 1985 مع أبو عباس بعد اختطاف السفينة الايطالية "اكيلا لاورو".
حزب الله والوحدة 8200
والجدير بالذكر انه سبق وان كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العام الماضي نتائج التحقيق الذي أجراه جيش الاحتلال الاسرائيلي في الحادث الذي ازعج الجيش والحكومة الاسرائيلية والذي اعتبر في حينها "اختراق كبير لحزب الله"، والمتمثل بتفجير جهاز اتصال لاسلكي في المختبر الخاص "لوحدة 8200" والذي اصيب فيه ضابطان كبيران في الجيش، احدهما فقد ذراعه نتيجة الانفجار .
وقالت الصحيفة انذاك انه "بعد مهاجمة حزب الله لمقر قيادة وحدة 20 لـ(جيش لحد) في جزين ليلة 19- 20 من شهر شباط- فبراير عام 1999 والتحقيقات التي اجراها جيش العدو في حينه لهذا الهجوم، كانت النتيجة مزيدا من الانتصار لحزب الله وانكسار لقدرة جيش الاحتلال الاسرائيلي امام قدرة حزب الله، حيث كان الهجوم في جزين بالصواريخ ولكن النتيجة التي ظهرت في مقر (جيش لحد) اظهرت ان عناصر حزب الله استطاعوا الدخول للمقر ووضع عبوات ناسفة وهذا ما ادى الى نتائج تدميرية كبيرة في المقر والبنايات التابعة له" .
وتضيف الصحيفة انه "اثناء التحقيق حدث تعارض كبير بين جيش العدو وجيش لحد الذي اصر انه لم يستطع احد الدخول الى داخل المقر وانه فقط تم قصفه عبر الصواريخ، ومن الاشياء التي جمعت من الموقع كان جهاز لاسلكي وقد تم التحفظ عليه، وبعد ان قرر الجيش الاسرائيلي نقل التحقيق في العملية الى داخل معسكر "وحدة 8200" شمال البلاد تم نقل ايضا جهاز اللاسلكي بهدف امكانية متابعة عناصر حزب الله من خلاله" .
وتذكر الصحيفة انه كان يجب فحص هذا الجهاز قبل ان يدخل المعسكر، مع ذلك تم ادخاله دون التحقق من امكانية وجود مواد متفجرة بداخله، حيث وصل في نهاية الامر الى المختبر الخاص بهذه الوحدة وقد حاول احد الضباط ان يسأل عن الجهاز اذا خضع للتفجير، ولكنه تلقى اجابة من الضابط المسؤول عن الامن انه لا يوجد له علم بالامر، واثناء محاولة الضابطين فحص وتشغيل الجهاز انفجر بهما ما ادى الى اصابتهما واحدهما فقد ذراعه .