حزب الله ينظم مسيرة حاشدة في يوم القدس العالمي الى محيط بوابة فاطمة

مشاركة:

احيا حزب الله ‘يوم القدس العالمي’، بمسيرة حاشدة قدرت بخمسة آلاف مشارك، إلى محيط بوابة فاطمة، وسط إجراءات أمنية مشددة للقوى الأمنية، والجيش اللبناني،

الذي استقدم تعزيزات مؤللة تحسبا لأي طارىء وللحفاظ على سلامة المشاركين، وفي ظل استنفار لجيش العدو الإسرائيلي الذي انتشر في البساتين المتاخمة للحدود، ونقاط المراقبة القريبة من السياج التقني، والمواقع المتقدمة على محاور القطاع الشرقي. وانطلقت المسيرة من وسط بلدة كفركلا الحدودية، باتجاه بوابة فاطمة، عند المدخل الشمالي للبلدة، تقدمها فرق الخيالة، والفرقة الموسيقية التابعة لكشافة الإمام المهدي، صور كبيرة لقادة المقاومة وشهدائها، وصور للامام الخميني، والسيد موسى الصدر، والأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ولافتات عملاقة ، كتب عليها "للقدس درب واحد..درب البندقية"، ثم حملة الأعلام اللبنانية، ورايات حزب الله، والأعلام الفلسطينية، والأعلام الكشفية، إضافة الى مجموعة الإستشهاديين، ارتدوا أكفانا كتب عليها، "القدس.. الحرية وعد السماء"، كما شاركت آلاف النسوة من الهيئات النسائية في حزب الله، اللواتي اتشحن بالسواد، وحملن رايات حزب الله وسط صيحات التكبير والولاء لنهج المقاومة.

وعبرت المسيرة،التي تقدمها مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، ومسؤولو وكوادر الحزب الجنوب وقطاع الخيام، ومشايخ وأئمة، وقوى سياسية، وممثلو فصائل فلسطينية من مخيمات الجنوب، الشارع المحاذي للسياج الشائك، قبالة نقطة المراقبة الإسرائيلية، وانعطفت بضعة أمتار نحو طريق كفركلا – العديسة، لتصل الى باحة بوابة فاطمة المقابلة للموقع الإسرائيلي، حيث تجمع المشاركون في ساحة المسيرة، واصطف الإستشهاديون، وهم يرددون هتافات التأييد للمقاومة على وقع الأناشيد الحماسية، فيما لوحظ غياب تام للدوريات الإسرائيلية عن الطرق العسكرية الملاصقة للشريط الفاصل، وشوهد عدد من الجنود يتخذون وضعيات قتالية خلف الدشم الإسمنية، وبين أشجار البساتين القريبة، بعيدا من المتظاهرين. وهتف المتظاهرون،"لبيك نصر الله"، ورددوا هتافات منددة بأمريكا ومعادية لإسرائيل، وأخرى داعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان، ولقائد المقاومة الإسلامية السيد نصر الله، والإنتفاضة الفلسطينية.

وألقى قاووق كلمة حيا فيها المقاومين في لبنان وفلسطين، وقال،"إن يوم القدس، هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين بشتى أنواع المقاومة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المناضل والمجاهد والمقاوم، وأن الطريق الوحيد إلى النصر وتحرير فلسطين، وعاصمتها الأبدية القدس، هو المقاومة وليس التفاوض".

واعتبر قاووق، أن "إطلاق المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، هو بهدف إبعاد المقاومة اللبنانية عن المقاومة الفلسطينية، لأن الكيان الصهيوني لا يريد التفاوض من أجل أن يعطي شيئا، بل من أجل أن يفرض ويأخذ، وما هذه المفاوضات إلا مؤامرات، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وها هي الضغوط العسكرية والسياسية والإعلامية، والحروب النفسية التي تعرض لها حزب الله، لإبعاد موقفه عن فلسطين، وإيجاد مسافة بين المقاومة في لبنان وفلسطين" مؤكدا، أن "حزب الله، وبالرغم من الحروب وعدوان تموز والدمار والنار، والقرارات الدولية، لم تتزعزع إرادته وإيمانه وتصميمه في نصرة الشعب الفلسطيني، إذ أنه لا يمكن لأحد، أن يباعد ما بين حزب الله والقضية المركزية للأمة، التي هي القدس وفلسطين"، موضحا أن "معادلات المقاومة وحدها، التي انتصرت في لبنان وغزة، وهي التي تقف عقبة صلبة أمام مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وهي التي فرضت معادلات جديدة على كل المنطقة، وعلى العدو الإسرائيلي الذي بات كيانا عاجزاً مهزوما". وقال، "من هنا، وعلى بعد أمتار من الحدود الفاصلة مع فلسطين المحتلة، ومع إطلاق المفاوضات المباشرة، بموازاة الحشود الكبيرة التي نشرها العدو في مواقعه المتقدمة، واستقدم ألوية خاصة من الداخل والضفة وحدود غزة، بقصد إخافة المقاومة، نؤكد أنه أعجز وأوهن من أن يقدم على حرب جديدة، لأن المقاومة بالمرصاد، وهي في حال جهوزية تامة لتسجيل انتصار جديد، كما حصل في العام 2000 وفي العام 2006، ومن أجل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، التي سنرفع عليها يوما ما، رايات الإنتصار، بعدما أعطينا المسارات الدبلوماسية الوقت الكافي، والتي لم تعط شيئا.

وأكد قاووق "أن الامام الخميني حين اعلن يوما عالميا للقدس لم ينتظر القرارات الدولية، وجيوش الانظمة لتحرير القدس، بل راهن على مقاومات الشعوب بالإستراتيجية التي تبناها حزب الله، والتي انتصرت في لبنان وفلسطين، وأن المقاومة قد نجحت في فرض المعادلات المنتصرة التي ترسم مستقبل القدس والحرية، وإرادة المقاومين في لبنان وفلسطين، من خلال الوعد الصادق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وختم "المقاومة ساهرة وواعية وفي أعلى مستوى من الجهوزية".

وفي نهاية الإحتفال، حملت الرياح علما لحزب الله ووقع على الشريط التقني، فانتبه له أحد جنود "اليونيفيل" المتمركزين هناك، الذين واكبوا المسيرة، وطلب إلى أحد المعنيين من أبناء كفركلا رفعه عن السياج الإسرائيلي الشائك، خشية أن يتسبب بتوتير ما، ويعتبر عملا إستفزازيا مقصودا.