الشيخ قاسم في ذكرى الشهيدين فواز والجواد: البعض يقول إنه لا يريد استهداف المقاومة وفي الوقت نفسه يطالب بنزع سلاحها

مشاركة:

أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن الحزب ‘فوجئ بالحملة السياسية المركزة التي أمتطت حادثة برج أبي حيدر لضرب المقاومة’، وأضاف الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله ‘لم يفهم من هذه الحملة سوى السعي لضرب المقاومة واستئصالها،

لأن الوقائع التي جرت عبر الايام اللاحقة اثبتت ذلك بما لا يرقى إليه الشك".

وكشف الشيخ  قاسم أن حزب الله "أصدر تعميماً على الأخوة النواب والسياسيين في الحزب بعدم التطرق لحادثة برج أبي حيدر لمدة ثلاثة أيام، وقد خلت وسائل الإعلام من أي تصريحات لنا"، وأوضح "أننا كنا نأمل بأن تعود بعض التصريحات المتسرعة إلى رشدها، لكن تبين ان سكوتنا ارسل رسالة خاطئة ، كأننا نخجل أو نختبئ أو لا نريد التكلم، فطلبنا من اخواننا ان يكشفوا حجم المؤامرة على المقاومة حيث يريد البعض أن يستغل الحادثة للهجوم على المقاومة".

كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، جاء خلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله  بذكرى اسبوع شهادة المجاهدين علي محمد كامل الجواد ومحمد فوزي فواز في قاعة مجمع "أهل البيت التربوي الثقافي" في محلة زقاق البلاط، حيث حضر النائب هاني قبيسي على رأس وفد من حركة امل والنائب عبد اللطيف الزين ونواب بيروت السابقين عدنان عرقجي وبهاء الدين عيتاني وأمين شري ومحمد برجاوي، بالإضافة إلى ممثل النائب وليد جنبلاط المسؤول الاعلامي في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس.

الشيخ نعيم قاسم الذي تحدث عن مزايا الشهيدين، شدد على أن "حزب الله هو اكثر المتضررين، ويعتبر نفسه بموقع العزاء الاول، لخسارة الشباب الاعزاء ولحصول مترتبات على الناس تركت أثراً سلبياً سيئاً، كنا نتمنى ألا يحصل"، وأضاف "نحن نعتبر أنفسنا مثلومين بكل ما للكلمة من معنى، ونحن إذا كنا لا نقبل أن يحصل ذلك مع خصومنا فكيف الحال مع حلفائنا"، وأوضح الشيخ نعيم قاسم "إننا لطالما عملنا على الخروج من الإشكالات مع اي من خصومنا إن كان على مستوى مذهبي أو طائفي او مناطقي، لأننا نؤمن بالعمل المشترك وعدم إيجاد عداوات مع الناس".

وأشار الشيخ نعيم قاسم إلى أن الإشكال في برج أبي حيدر جرى بطريقة متدحرجة لم نكن نريدها، ولم يكن للإشكال أي خلفية سياسية من قبل الطرفين"، ولفت إلى أن "لا خطة سياسية لأحد من الطرفين لإستهداف الطرف الاخر لو بكلمة بسيطة او غير ذلك"، ورأى الشيخ  قاسم أن "هذه الحادثة حصلت بشكل فردي ولكنها اخذت ابعاداً لذا عمل حزب الله على محاصرتها، ومعالجة نتائجها"، وأضاف أن حزب الله "أجرى اتصالات مع جمعية المشاريع وقام الطرفان بتطبيق إجراءات ميدانية وعبر الاتفاق مع الجيش على تسهيل الامور أمامه، وكان هناك اتفاق بين الحزب والجمعية على تقديم المرتكبين حتى الوصول إلى إدانة المرتكبين لان الامر فردي".

الشيخ  قاسم أكد أن حزب الله "يتابع هذا الملف من أجل معرفة كل الخفايا والجزئيات، وهل دخل احد على الخط، وهل كان المطلوب التورط، او ربط الحادثة بتطور معين، أم أن الاحداث وصلت إلى أمور لم تكن محسوبة"، واشاد الشيخ نعيم قاسم بالبيان الذي صدر عن اجتماع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الشيخ حسام قراقيره الذي هو "تأكيد على التحالف الموجود بين الطرفين، وليكن معلوماً أن هذه الحادثة على أهميتها لن تجعلنا نعدل عن تحالفنا مع المعارضة في بيروت لا سيما جمعية المشاريع".

واعتبر نائب الامين العام لحزب الله أن التحالف بين الجمعية والحزب "هو اساس للتأكيد على أن لا امكانية لدخول المندسين تحت عنوان مناطقي او مذهبي والتحالف بيننا تحت شعار المقاومة الذي سيبقى مرفرفاً خفاقاً في سماء بيروت"، وإذ أبدى أستغرابه لاستغلال الحادثة حيث كان من المتوقع "ان ياتي سعاة الخير لتقديم خدماتهم الخيرة وحلولهم الخيرية، فإذا بنا نرى من يطل برأسه وينكأ الجراح، ويفتعل مشكلة مذهبية غير موجودة ، ويعمل على تعزيز العصبوية المناطقية ليجعل الناس يتقاتلون فيما بينهم".

واستغرب الشيخ نعيم قاسم كيف أن البعض يقول إنه "لا يريد استهداف المقاومة فيما هو يطالب بنزع سلاحها، وأكد أن حزب الله يعرف من يستهدف المقاومة، وجمهور المقاومة يعرف ما هو الإستهداف ومن هو الذي يسعى إليه"، وطالب الشيخ نعيم قاسم الاطراف الأخرى بممارسة الافعال الحقيقة التي تمنع استهداف المقاومة، وان لا تكون تصريحاتها شبيهة بتصريحات القادة الصهاينة، وأن لا يكون كلامه مكملاً للمشروع الإسرائيلي".

الشيخ نعيم قاسم ذكَّر بأن "بيروت هي عاصمة المقاومة، ونحن احرص الناس على حماية اهلها من أي خطر"، ورفض الإدعاءات التي تصدر عن مزاعم حماية بيروت، مؤكداً "أننا شركاء ومعنيون بهذه المدينة ونحن من اهلها وابنائها ونعمل فيها ونعيش بها"، وعندما لا يكون هناك قضايا معينة تهم بيروت نجلس مع الجميع من اجل المساعدة".

وختم نائب الامين العام لحزب الله بأن الحزب "يرغب بإقفال ملف برج أبي حيدر إعلامياً وسياسياً، وأن لا تتم تعبئة الناس بالطريقة الخاطئة، وسنراقب الآخرين إذا تجاوبوا مع هذه الدعوى لأننا نريد الإنصراف إلى القضايا الأساسية، ومن بينها قضية شهود الزور" وشدد الشيخ قاسم على ضرورة أن يتم فتح الملف على مصراعيه، ومعرفة خلفيات الشهود والادوار التي قاموا بها".

ودعا الشيخ نعيم قاسم إلى ضرورة العودة إلى خطاب "التهدئة وأن لا يتهم فريق فريقاً آخر خلال النقاشات الحكومية حول الازمات المعيشية وخلافه"، ونبه إلى أن الخطر الإسرائيلي الذي يخطو خطواته لخنق القضية الفلسطينية تحت عنوان مفاوضات السلام، وما لذلك من تداعيات على لبنان.