سوق الاثنين في مدينة النبطية.. حراك قبل الاعياد وذكريات الايام الجميلة

مشاركة:

تغيرت البلاد وتغير سوق الاثنين في النبطية، لم يعد ذاك السوق الذي عرفناه منذ سنوات، السوق الذي تكتظ فيه البسطات بالرواد،

 وتزدهر حركة البيع والشراء، فقد إنحصرت مكانة السوق وتراجعت مع تراجع الوضع الإقتصادي واختلاف المعيشة وتوسع القرى واقتظاظها بالمحال التجارية التي كنا نفتقدها في تلك الايام

صبح لسوق النبطية مواسمه وايامه كما الأسواق الأخرى في لبنان، حيث تكاد حركة السوق تقتصر على سوق الخضار (الجملة) وبعض محلات الملابس التي تعتبر (ثقيلة) والتي

تشهد حركة زائدة قبل الاعياد والمناسبات ورغم الحال الذي آل اليه السوق، فما زال "فشة خلق الفقير" فهو سوق له تاريخ ونضال كبير يعود الى اكثر من 400 عاما، يتحدى الفقر ويتحول ملاذا للفقراء في شهر رمضان، اذ يحظى سوق الخضار ومحال الحلويات بمكانة خاصة لدى رواد السوق الذين يقصدونه لإبتياع خضارهم وحلواياتهم في هذا الشهر الكريم ..

"هند" مواطنة قصدت سوق الاثنين في مدينة النبطية من إحدى القرى المجاورة وقفت عند إحدى البسطات التي تبيع الخضار البلدي المقطوف من الارض من الحقول القريبة للمدينة لشراء عدة الفتوش من خس، وفجل، وبقدونس، وبندورة، وخيار وغيرها من الخضار المطلوبة للمائدة الرمضانية، وتقول انها طازجة وهي"أرخص من محال الخضار، و"بلدية يكفي أنها مقطوفة من الارض مباشرة".

اما "السيد محمد" الذي لا يخفي "أن الاسعار ارتفعت بعض الشيء، ولكن تبقى أرحم من المحال".

من جهته "الحاج خليل" صاحب إحدى بسطات الخضر يتحسر على الايام الماضية، وكيف كان السوق يعج برواده، "كان الحال افضل بكثير من هذه الايام، ترانا اليوم نقف ننتظر الزبون ليشتري بسبب غلاء الاسعار"، فيما تقترب من بسطة الخضرا احد النساء لتسأل عن ثمن الخسة وضمة البصل الاخضر والفجل والبقدونس حيث تفاجئت بالاسعار وقالت: "قصدت السوق ظناً مني أنني سأجد الخضار رخيص فالخسة ب2000 تضحك وتتابع البصل 1000 وكمان البقدونس والفجل"، وتتابع بغصة مشفوعة بأبتسامة خفيفة: " البلد تعبان.. ايام زمان كانت المي موجودة وهلأ موجودة بس مش قادرين نحصلها وكهربا مقطوعة والمسؤولين عم بتاجروا بالناس (الله بيرحم عبادوا)" .

ندخل حي السراي تستقبلك بسطة ابو محمد يحضر التفاح ذو اللون الاصفر الصغير ليصنع منه التفاح المحلى(*) الذي كان يشتهر به حي السراي خلال شهر رمضان، ومعها حلوى "السميدية بالصبغة الحمراء يحبها الاطفال" يقول: "هذه الحلوى الوحيدة الباقية التي ترافق الشهر الكريم وقد اكون الوحيد الذي ما زال مواظبا عليها كي لا تندثر كما حال المسحراتي".

التجوال داخل السوق يكشف تراجع الحركة التجارية  فيه مع امل تجاره من عودته قبل عيد الفطر .

تشهد محلات الحلويات داخل سوق النبطية حركة كثيفة "نظراً الى حاجة الجسم للسكريات وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة" يقول ابو محمد الذي يعمل على سكب عجينة القطايف على الصاج  "ان من افضل الحلوايات الرمضانية هي القطايف وهي قديمة تتفنن ست البيت في صناعتها وإعدادها من قطايف بالقشطة أو الجوز مقلية بالزيت ومغمسة بالقطر او قطايف بالجبنة ممسوحة بالزبدة وتوضع في الفرن كم وهناك الحلويات الرمضانية التي يشتهيها الصائم (عثملية – ومفروكة – ومدلوقة ) وغيرها من الحلوايات الرمضانية".

كما ان للسوق باع طويل في اجتذاب ابناء المنطقة من الباعة والتجار حيث يقصده باعة من منطقة حاصبيا لتصريف منتجاتهم من الفواكه والحبوب، كذلك يقصده باعة البالية من ثياب واحذية والذين يجتذبون زبائن من الفئتين الغنية والفقيرة لحيازتها على ماركات عالمية.. وكذلك باعة الكتب العتيقة التي لها زبائنها ايضاً .