كيف نامت منطقةُ برج أبي حيدر أمس؟ وكيف أفاقت اليوم؟

مشاركة:

التأويلات والتحليلات والتحميلات، عُلقت على حادثة برج أبي حيدر…

من جهة المغالين في 14 آذار،

هناك من سارعَ الى اعتبار ما حصل، انعكاساً على الأرض اللبنانية، لما يُسمُّونه التباعدَ السوري الإيراني. على قاعدة أن الحزبَ مسقطُ رأسِه طهران، والمشاريع مربطُ خيلِهم دمشق، وأن العاصمتين على حدِّ السيف، وفق تخيلاتِ أهل الخيل والليل…

في المقابل، ولدى غلاةِ الطرفِ الآخر، طُرح سيناريو أن تكونَ هناك عناصرُ من الجمعية، مخترَقة من قبل وسام الحسن. فافتعلت الحادث، لتربكَ الحزبَ وحلفاءَه وسلاحَه. فكان الردُّ بالحسم الكامل والنهائي…

رواياتٌ كثيرة…نفاها المعنيون، وكرروا نفيَها بعد اجتماعهم التنسيقي اليوم. لجهة التأكيد على أن المسألة فردية فعلاً، وبنتُ ساعتها حتماً…من دون أن تُسقطَ عاملاً أكيداً أظهرته، ألا وهو ظاهرةُ تفشي السلاح، وتسيُّبِ هذا السلاح…

والمسألة بكل أبعادها حضرت في مجلس الوزراء، حيث نوقش الإشكالُ المسلح. وكانت وجهاتُ النظر كافة متسمةً بالمسؤولية، والجدية. بعيداً عن أي محاولاتِ غمزٍ أو استخدام من أي طرفٍ كان. غير أن الأبرز ظل موقفُ الحريري، الذي اعتبر أن سلاحَ المقاومة أمرٌ مفروغٌ منه، ومحسومُ الشرعية والغطاء، بموجبِ البيان الوزاري، ونقطة على السطر، كما أكد رئيسُ الحكومة. قبل أن يضيفَ متسائلاً: أما السلاحُ الآخر فماذا يفعل في برج أبي حيدر؟ وإذا كان لمقاومةِ اسرائيل، فلماذا لا ينسِّقُ مع المقاومة ويكونُ إلى جانبِها لا في أزقة بيروت؟

وقد حظي موقفُ الحريري بارتياحٍ وتقدير واضحين. خصوصاً في حين كان سعيد ميرزا يحاولُ توسيعَ مسؤوليةِ حزبِ الله في موضوعِ المحكمة. طالباً أن يقدم السيد نصرالله الى بلمار، كلَّ المعلومات والقرائن التي يحوزها، أو تلك التي يسعه الحصول عليها. وهو تعبيرٌ توقفت عنده أوساطُ حزب الله. مؤكدة أنه لم يردَّ على ميرزا بعد، ومتوقعة أن يكون هذا الاجتهاد الجديد من قبله، موضعَ درسٍ وتقييمٍ مطولين من قبل قيادة حزب الله، لجهة أبعاده وخلفياته…

لكن، بين موقفِ الحريري، واجتهادِ ميرزا، وصولد سوكلين في مجلس الوزراء، وتنقل الاهتزازات الأمنية بين بيروت وطرابلس وزحله، يظلُ السؤالُ الأول: كيف نامت منطقةُ برج أبي حيدر أمس؟ وكيف أفاقت اليوم؟