بعد الانتظار ، طاولة الحوار تحسم يوم 19 تشرين ،موعداً للانتظار المقبل

مشاركة:

فيما عين الحلوة تشيِّعُ عبد الرحمن عوض، كشهيد، وهو المتهَّم بجرائمَ إرهابية عدة، انتهت بسقوطِه بنيران الجيش اللبناني…

 

وفيما قوسايا- اللبنانيةُ الأرض، والفلسطينيةُ السلاح- تشهدُ تحركاتٍ غريبة ومريبة…

وفيما واشنطن تتوقعُ ضربةً اسرائيلية لإيران، في خلال الساعات الجارية بالذات…

في هذا الوقت، حمل سمير جعجع الى طاولة الحوار، تصورَه الاستراتيجي الموضعي والموَّقت، حول الوضعِ في الجنوب…

الجلسة الخامسة من جولة الحوار الثالثة، عُقدت في بيت الدين، وغياب العماد عون. الذي كان أبلغَ رعاةَ الحوار بغيابه منذ الصباح الباكر، ثم تحادث مع رئيس الجمهورية، كما أكد عون في اتصال مع الOTV….الجلسةُ نفسُها، سجلت اعترافَ جعجع، جزئياً وموقتاً، بوجود حزب الله في جنوب لبنان. وهو اعترافٌ جاء في سياقِ ورقةٍ مكتوبة، عنوانُها الأساسي نشرُ أربعة آلاف جندي لبناني في تلك المناطق، لمواجهة اسرائيل. ووضعُ حزبِ الله بإمرةِ الجيش. واستمرارُ المناقشات لإيجادِ الحلول النهائية لسلاح حزب الله…وكما يُفترض أن يكون، انقسم المتحاورون حيال ورقة جعجع. وهو ما جعلهم يُجمعون، كلٌ من جهته، على أن موقفَ الطرفِ الآخر لم يكن إيجابياً ولا مشجِعاً…

هذه النتيجة عززتِ الانطباعَ لدى غالبية المشاركين، بأنَّ المسألة برمتها، عمليةُ تقطيعِ وقت، في انتظار…شيءٍ ما…

ففي مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي، أُقرت حقوقُ الفلسطينيين ملتبسة، وهو ما جعل ترحيبُ اسرائيلَ بالخطوة، ناقصاً… كما أُقرَّ قانونُ النفط من دون القوانين اللازمة لصندوقه وهيئة إدارته…كأن الخطوتين جرعةُ تخديرٍ لتقطيعِ ما يمكن تقطيعُه أثناء الانتظار…

وفي مجلس الوزراء يومَ أمس، كُلِّف وزيرُ العدل دراسةَ ملفِ شهود الزور…في ظل كلامٍ عن اتجاهِ الوزيرِ المكلف، الى إعلان هؤلاء أصحابَ إفاداتٍ، لا شهوداً. وبالتالي ضرورة انتظارِ المحكمة، والحصولِ على الوثائقِ الكاملة، في مرحلة سقوط السرية عنها. خصوصاً أنَّ ادعاءَ القضاء اللبناني سابقاً على محمد زهير الصديق، كان بتهمة اشتراكه في الجريمةـ لا إعطاء إفادة كاذبة…وهو ما يفتح مرحلة جديدة من الانتظار في هذه القضية…

واليوم كانت المرحلة الثالثة من الانتظار: انتظارُ الاستراتيجية الدفاعية، وانتظارُ تسليح الجيش، وانتظارُ حق عودة الفلسطينيين…وانتظارُ كل الانتظاريين…

أمرٌ واحدٌ حسمته جلسةُ الحوار اليوم: إنه يوم 19 تشرين الأول المقبل، موعدٌ جديدٌ للانتظارِ المقبل…