مشاركة:
المارد الاقتصادي الجبار قادم وسيلتهم اقتصاد العالم بمليارات ايدي عامليه …..
حجم اقتصاد الصين ينمو بشكل لافت في الاعوام الاخيرة … ولا يسع العالم باسره سوى ان يرفع القبعة للمارد العملاق وللخطر الاصفر الذي يقض مضجع الامريكيين فاقتصاد الصين نما بين العامين 2001 و 2008 ليرتفع الناتج المحلي الإجمالي من نحو 1.5 تريليون دولار إلى أكثر من أربعة تريليونات كما يتوقع أن يتجاوز خمسة تريليونات دولار في العام الحالي. والكثير من الخبراء الاقتصاديين يؤكدون ان الاقتصاد الصيني سيصبح بحلول عام 2050 أكبر من الاقتصاد الأمريكي بمقدار 43% قياساً على القوة الشرائية وإن كان سيكون دون الاقتصاد الأمريكي قياساً إلى الدولار.
الصين ثاني أكبر اقتصاد في 2010 ……
وقد توقعت مؤسسة غولدمان ساكس المالية أن يتجاوز اقتصاد الصين نظيره الياباني ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم في العام الحالي، أي قبل عام من الموعد المتوقع سابقاً.
وقال كبير الاقتصاديين في غولدمان ساكس جيم أونيل لصحيفة "فليت أم زونتاغ" الألمانية إن الاقتصاد الصيني قد يتجاوز نظيره الياباني بشكل أقرب مما كان متوقعاً، مشيراً إلى أن ذلك قد يحدث قبل 2011 "وربما في منتصف العام الحالي".
وأكد أونيل أن أهم قصص الاقتصاد العالمي بعد الأزمة المالية هي الواردات الصينية، لكنه حذر من أن هذا يعني تفاقم مشاكل أوروبا.
من جهتها توقعت الصحيفة الألمانية أن يزيد حجم اقتصاد الصين إلى ثلاثة أمثاله بحلول العام 2020 بفضل نمو اقتصادي سنوي قدره 8.3%.
وأظهرت الأرقام الرسمية أن قيمة الصادرات الصينية عام 2009 بلغت 2.1 تريليون دولار (أي بما يصل إلى 3.3 مليارات دولار يومياً). أما قيمة تجارتها الخارجية (قيمة الصادرات والواردات معا) فقد بلغت 2.21 تريليون دولار رغم تراجعها عن العام 2008.
وكانت بيانات رسمية أكدت أن الصين أصبحت أكبر مصدر للبضائع في العالم عام 2009 متجاوزة ألمانيا، كما حلت محل الولايات المتحدة كأكبر سوق للسيارات في العالم.
وبلغت الصادرات الصينية في الأشهر الـ11 بين يناير/كانون الثاني ونوفمير/تشرين الثاني الماضيين 1.07 تريليون دولار مقابل نحو 1.05 تريليون دولار لألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا.
وتفوقت الصين على الولايات المتحدة كأكبر سوق للسيارات في العام 2009 حينما قفزت مبيعات السيارات فيها إلى 13.6 مليون وحدة في العام 2009، مقارنة بـ10.4 ملايين وحدة بيعت في الولايات المتحدة في نفس العام.
النمو الصيني يبعث مخاوف من "خطر اصفر" في الولايات المتحدة ….
بعث نمو الاقتصاد الصيني في الولايات المتحدة مخاوف من "خطر اصفر" يهدد بتحجيم القوة الاقتصادية الاولى في العالم بعدما حل محل اليابان كثاني اقتصاد في العالم.
ويطرح صعود الاقتصاد الصيني تساؤلات عما اذا كان سيخطف من الاقتصاد الاميركي الذي يعاني من ديون طائلة ويعتبر اقل حيوية، مكانته كاول قوة اقتصادية عالمية منذ نحو قرن.
وتثير هذه الفكرة هواجس لدى بعض الاوساط الاميركية وقد شكلت موضوعاً لفيلم وثائقي ناجح حول الديون عرض لاول مرة في صالات السينما في خضم الازمة المالية عام 2008 وهو بعنوان "آي اوو يو اس ايه" (انني مدين للولايات المتحدة) ويصف الولايات المتحدة ك"مدينة زيزان" على وشك ان يشتريها سكان "مدينة النمل" وهم صينيون منصرفون الى العمل بلا توقف.
وهذه التوقعات القاتمة تحمل ذكريات اليمة للاميركيين ما فوق الستين من العمر. ففي الثمانينات كانت الولايات المتحدة تسجل عجزاً متزايداً في الميزان التجاري مع اليابان وكان سعر صرف الين في ارتفاع فيما المصارف اليابانية الشديدة الثراء تشتري كميات طائلة من الاسهم المالية الاميركية.
من اشد منتقدي بكين اليوم الخبير الاقتصادي الاميركي بول كروغمان الحائز جائزة نوبل للاقتصاد. وكتب كروغمان الثلاثاء في مدونته الالكترونية على موقع صحيفة نيويورك تايمز "ما تقوم به الصين يوازي سياسة افتراس تجاري، وهو من صنف الامور التي يفترض ان يمنعها التهديد بفرض عقوبات. الا ان الصينيين قاموا بتقييم سلوكنا واستنتجوا اننا لن ننتقل الى رد الفعل".
ودعا كروغمان الرئيس باراك اوباما الى المزيد من الحزم في مسألة رفع سعر صرف العملة الصينية.غير ان تيم دوي الاستاذ في جامعة اوريغون لفت الى ان الصين تلعب منذ عدة اشهر لعبة تثير استياء البيت الابيض. وقال تيم دوي "بدل ان تشتري دولارات تقوم الصين بشراء مبالغ من الين ما يدفع اليابان الى شراء دولارات" للتصدي لاعادة تقييم عملتها. واوضح ان "هذا يبقي على تدفق الرساميل بشكل مفتعل الى الولايات المتحدة. ويسمح في الوقت نفسه للصين بالتهرب من تهم التلاعب بسعر عملتها".
من جهته رأى مايكل بيتيس الاستاذ في جامعة بكين واحد قدامى وول ستريت. ان الصين ترتكب اخطاء لن تحقق لها اي مكسب. وكتب "ثمة احتمال بان تتكرر في الصين السياسات التي تسببت في آن بصعود اليابان السريع وبانهيارها الخاطف ايضاً".
واوضح ان الولايات المتحدة يمكن ان تتخلى عن الدولارات التي تقترضها من الصين بسهولة اكبر من تخليها عن صادراتها الى البلد الاكبر عدداً سكانياً في العالم. مضيفاً ان "فكرة ان الولايات المتحدة او اي بلد في المطلق بحاجة الى تمويل اجنبي لا معنى لها اطلاقاً .. العالم ليس بحاجة ماسة الى الرساميل بل انه بحاجة الى الاستهلاك".
بماذا تتميز الصين وما الذي يجعلها اكثر قوة من الماضي؟…..
تتميز الصين من حيث التكلفة برخص الأيدي العاملة فيها وذكر تقرير لمؤسسة برايسووترهاوس للاستثمارات والأعمال أنه من المتوقع أن يتنامى الاقتصاد الصيني بسرعة حتى أنه قد يتجاوز كافة الدول المتقدمة بحلول 2050. وبحسب التقرير فمن المتوقع أن يتضاعف حجم الاقتصاد الآسيوي العملاق ما بين عامي 2005 و2050. ويضيف التقرير أن باعث ذلك بالنسبة للصين، شأنها في ذلك شأن بلدان نامية أخرى، يرجع جزئياً إلى عمالتها الصغيرة في السن والرخيصة.
على صعيد آخر قالت الصين ان نفقاتها العسكرية سترتفع هذا العام بنسبة 7.14% لتبلغ نحو 35 مليار دولار. وتتمتع الصين بقوات مسلحة تعد الاكبر في العالم من حيث العدد، كما ان نفقات الصين العسكرية تضاعفت خلال الفترة من مطلع التسعينات حتى الآن. واثار هذا النمو المستمر في الانفاق العسكري الصيني مخاوف الدول المجاورة للصين، وبشكل خاص اليابان وتايوان. وكانت واشنطن اتهمت بكين مراراً باخفاء نفقاتها العسكرية الحقيقية. واكدت واشنطن ان هذه النفقات بلغت العام الماضي نحو 90 مليار دولار، وليس فقط 30 مليار دولار كما اعلنت بكين. يشار الى ان نفقات الصين العسكرية اقل كثيراً من نفقات الولايات المتحدة التي بلغت 400 مليار دولار في عام 2005.
إذن الخطر الاصفر القادم من الشرق يقلق من يتربع على عرش المال والاقتصاد العالمي .. وهو من يفزع الجميع لان كل الدلائل تؤكد ان المارد الصيني سيصبح الرقم الصعب في المعادلة الاقتصادية العالمية لا بل سيصبح الرقم واحد بين كل تلك الدول المتفاخرة "والقوية "… السؤال هنا ماذا يخبئ لنا الصينيون من مفاجأت ستربك الامريكي ومن يلف لفه .. وهل ستستمر الصين بتحقيق النصر تلو النصر ام ستصطدم بواقع يمكن ان يوقف لها جموحها الاقتصادي .. كل هذا سنعرفه في السنوات المقبلة …