رسالتان للسيد نصرالله قبل كلمته الجديدة

مشاركة:

قبل اطلالته المتوقعة اليوم، بدا وكأن الامين العام لـ’حزب الله’ السيد حسن نصر الله رغب في توجيه رسائل مبكرة الى الجميع من دون ان يتكلم، تاركاً الكلام للاطلالة الجديدة التي ستكون محط ترقب من قبل الحلفاء والخصوم السياسيين خصوصاً

 وانها اعطيت حجماً كبيراً بعد ان قيل انها ستكون المؤشر الحقيقي لمعرفة مدى نجاح او فشل التحرك العربي الاخير ونتائج القمة اللبنانية- السعودية- السورية وقبلها القمة السورية- السعودية، اضافة الى حصيلة اللقاءات الجانبية التي قام بها كل من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوي بشار الاسد في لبنان، دون اغفال التحرك المهم لامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال تواجده في لبنان لمدة ثلاثة ايام.

وفي عودة الى رسائل نصرالله، فقد رأت اوساط غير رسمية انه بعد كثرة الكلام عن توقعات جديدة وتطورات قد تغيّر ولو شكلياً في صورة الوضع على الساحة السياسية، تعمد السيد نصرالله لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث صدر بيان مشترك عن الجانبين، فيما تم تسريب معلومات عن لقاء عقده مع الشيخ حمد خلال تواجده في لبنان.

بالنسبة الى الرسالة الاولى، رأت الاوساط انها اتت كتعبير واضح على ان عودة اجواء العام 2006 والرهانات التي وضعت في حينه لجهة فصل بري عن "حزب الله" لا تعدو كونها افكار ليس الا لا مكان لها في ارض الواقع، ففي ذلك الوقت عمد الكثيرون الى تحييد بري عن حملاتهم وهجومهم السياسي في محاولة لاستمالته، الا انه بعد فشل هذه المحاولات عاد هؤلاء واستهدفوه بحملاتهم السياسية. واليوم، ها هو السيناريو نفسه يتكرر في هذا الشأن، واتى الجواب نفسه ايضاً حيث كان تأكيد في ختام البيان المشترك الصادر عن الجانبين على "عمق العلاقة الإستراتيجيّة بين حركة "أمل" و"حزب الله" في مواجهة كل الإستحقاقات الداخليّة والخارجيّة والتنسيق الدائم على مستوى القيادة والقاعدة في جميع المواقف سواءً ما يتعلق منها بالقضايا السياسيّة أو الإجتماعيّة أو غيرها". ووضع اللقاء حداً لكل ما يمكن ان يقال حول امكان حصول تباعد ولو بسيط بين الجانبين. فكانت الرسالة مفهومة لجهة عدم الرهان على انشقاق داخل صف الطائفة الشيعية، علماً ان بري تولى نقل الرسائل التي تبلغها من اكثر من جهة الى الحزب.

اما الرسالة الثانية فعنوانها اوسع وتتمحور حول اظهار مدى قوة "حزب الله" عربياً من خلال الامتداد القطري، اذ بمجرد حصول مثل هذا اللقاء يعتبر مؤشراً مهماً على مدى الاهمية التي تعلقها قطر على "حزب الله" في لبنان من جهة، وعلى استعدادها لنقل صوته الى الدول العربية والغربية اجمع، رغم التمنيات القطرية بابعاد لبنان عن شبح التوتر واللااستقرار الذي يخيم على اجوائه، وقد تطرق الشيخ حمد اليها في يومه الاول خلال حفل العشاء في القصر الجمهوري، وهو لم يؤكد ان لبنان سيتجاوز هذه العاصفة الا انه امل في ان يتمكن من ذلك.

ولا شك ان قطر، بما تمثل، وخصوصاً في ظل التقارب غير المسبوق بينها وسوريا وتركيا وايران تستطيع ان تلعب دوراً ناشطاً في المنطقة كما ان عضويتها اساسية في مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي فإنه من غير المستبعد ان تقوم بمبادرات واقتراحات مع الدول العربية وتلك التي تربطها بها صداقات، من اجل تخفيف الاحتقان في لبنان، الا ان الصيغة الانسب لذلك لا تزال ضائعة بين السعودية وسوريا وايران وقطر واميركا والدول الغربية وغيرها.

وتبقى الخطوة الدبلوماسية اللاحقة التي ينتظرها لبنان والمتمثلة بالزيارة المرتقبة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بيروت، حيث ان الحزب سيستقبله استقبالاً يوازي الاستقبال الرسمي الذي سيتم له دون أي تعليق او اتهام بالتدخل في الشؤون اللبنانية والخروج عن البروتوكولات، خصوصاً وان رئيس الحكومة سعد الحريري فتح المجال امام حصول مثل هذا التدبير بعد استقباله للملك السعودي في "بيت الوسط" في حضور حشد من المدعوين، ما نزع الصفة الرسمية التي يتمتع بها الحريري ان لجهة مكان اللقاء او لجهة الحاضرين.